كعادتي لا أجيد كتابة المقدمات في مقالاتي، لذا سأدخل في صلب الموضوع مباشرة .
س: هل تتفق معي عزيزي بأن جيلنا وزماننا هو اسوأ جيل في العصر الحديث؟؛ اذا كنت تتفق معي فأكمل قراءة ماكتبت، وإن كنَّا لانتفق فرجاء لاتكمل القراءة؛ ولعلنا نتفق مستقبلا .

لم أكتب سطوري هذه إحباطا او إستسلاما، انما اكتب ذلك محاولاً تسليط الضوء على ماينبغي أن يُسلّط الضوء عليه، بعيداً كل البعد عن ماتقوم به برامج التواصل الإجتماعية والقنوات المستأجرة من تسليط الضوء على التافهين واللامفيدين .

اذا كنت من مرتادي برامج التواصل الإجتماعي او من مشاهدي القنوات الفضائية فستشعر حقاً بنفس الحرقة ودبلت الكبد التي خلتني أكتب هذا المقال .
لقد ترك كثير من الاباء أبنائهم يتلقّون علومهم ويبنون ثقافتهم من التلفزيون والإنترنت؛ وإني اسألك أيها الوالد : بالله ماهي الثقافة التي تريد أن تراها في أبنك بعد 10 سنوات، هل سألت نفسك! بالطبع سيتأثر بأحد هاؤلاء اما : إرهابي تكفيري “يزعم أنه مجاهد” ، أو ملحد لاديني “يسمِّي نفسه عقلاني”، أو شاب همه الموضة وقصّات الشعر “يزعم أنه مواكب للتطور” ، او شاب يطارد شهواته “يزعم بأنها حرية”، أو مثلي”يعتقد أنه يدافع عن حقوقه” .

الحقيقة التي يجب أن ندركها أن أفكار مشاهير السوشل ميديا ومشاهير غالبية الشاشات اليوم والتي نغذي عقولنا منهم : لن يصنعوا بطرحهم مجداً للوطن، او خطوة للإمام، والأهم أنهم لن يخرّجوا جيلاً ناضج، شاء من شاء، وابى من ابى ان مشاهدة هؤلاء وأمثالهم وتقديم تفاهاتهم للمجتمع سيعمل بشكل غير مباشر على تقليل الذكاء وتصغير العقل وانعدام الحكمة والاتزان؛ سؤال : كم مرّة سمعت طفلك يغني : “تحزّم تحزّم” ؛ او يسمع “شيلة زلزلة”؛ او منطرب على أغنية ابو حمدان، او يتفرج على ابو مطلق وهو يقول “مافي زقاير يبه”! بالله وش ترجي من جيل تأثر بهؤلاء ؟ هل تتوقع أنه يقود نهضة، أو يقدم إنجاز، او ان يساهم في جعل وطننا عظيما ويصف مصاف الدول المتقدمة في العالم ؟.

اذا كنت تعتقد أنني قد بالغت فيما ماكتبت، فأدخل على مواقع التواصل الإجتماعي وقارن بين حسابات التافهين وبين ممن قدّموا خدماتهم للمجتمع؛ وبهالمناسبة عندي سؤال يأكّد كلامي :
هل تعرف د. حياة سِندي أول إمرأة عربية سعودية تحصل على درجة الدكتوراة فى مجال التقنية الحيوية من جامعة كامبريدج ؟ بالطبع لا! لانها ماتتكلم عن الازياء وأخر صرخات الموضة .

طيب تعرف د. نايف الروضان فيلسوف سعودي وجراح وعالم في علم المخ والأعصاب وخبير الجيوستراتيجيا؛ طبعا لا! لانه مايتميلح ويتدلع على السناب شات، ولا عمره رقص “رقصة الداب” .

طيب! تعرف د. أحمد معطش العنزي أول باحث على مستوى الولايات المتحدة يجتاز اختبار التخصص وهو علم التشخيص الجزيئي، طبعا لا! لانه ماغنى أغنية ابو حمدان “عوافي ياقلبي” .

وأكيد ماتعرف د. محمد راشد الفقيه الذي يُعتبر أول جرّاح “غير امريكي” يحصل على درجة بروفيسور من جامعة هارفارد، لان الحظ ماحالفه وصار بشهرة ابو مطلق .

وما تعرف البروفيسورة غادة المطيري عالمة وباحثة في الكيمياء والصيدلة وتقنية النانو؛ طبعا لا! لانها ماتتكلم عن الشياكة والمظاهر .. وغيرهم من العلماء السعوديين كثير كثير .

كلمة أخيرة..للاسف حنى الي قتلنا المبدعين وسمحنا بظهور التافهين، انا وانت وهو وهي فلا نستغرب اذا عيالنا طلعوا تافهين كتفاهة من يشاهدونهم ليل نهار؛ ختاماً اذكر مرّه قرأت كلمة جميلة جدا لواحد كافر “مثل ماتسمونه” يقول فيها : توقفوا عن جعل هؤلاء الحمقى مشاهير (Stop making stupid people famous)؛ بعد هالعبارة عرفت ليش الغرب متقدمين علينا بكثير .

وعلى قولت ابو حمدان .. عوافي ياقلبي ♡